بعد مرور أكثر من خمسين عاما على طرح فيلم «معركة الجزائر» في دور العرض في يونيو 1966، عثر المخرج سليم عقار، بعد بحث دام أكثر من سنة ونصف، على الممثلين والإضافات والفنيين الذين عملوا على الفيلم. الفيلم من إخراج جيلو بينتيكورفو وإنتاج ياسف سعدي. في هذا الفيلم الوثائقي المليء بالحكايات والقصص حول تصوير الفيلم، وجد المخرج الممثلة التي لعبت دور حسيبة بن بوعلي، الممثلة الشابة البالغة من العمر 17 عاما التي لعبت دور عروس بوحميدي ولكن خصوصا شخصيات معينة أجزاء مهمة من الفيلم الذين كانوا بالكاد يبلغون من العمر 10 سنوات وقت التصوير والذين لن يتعرف عليهم أحد اليوم. وبعيدًا عن الجانب التاريخي المهم للفيلم، ركز الفيلم الوثائقي بشكل أساسي على الجانب الاجتماعي والسينمائي والثقافي للفيلم وتأثيره على الجيل الذي حصل للتو على الاستقلال.
من هو فرانز فانون، مؤلف كتاب "معذبو الأرض" و"بشرة سوداء، أقنعة بيضاء"، هذا المفكر الأفريقي والطبيب النفسي المنخرط في النضال ضد الاستعمار؟ ولم يكن فانون، المولود في المارتينيك، قد بلغ العشرين من عمره بعد، عندما نزل على شواطئ بروفانس في أغسطس 1944، حاملاً أسلحته، برفقة آلاف من جنود "فرنسا الحرة"، معظمهم من أفريقيا، لتحرير البلاد من الاحتلال النازي. . أصبح طبيبًا نفسيًا، وبعد عشر سنوات انضم إلى الجزائريين في كفاحهم من أجل الاستقلال. توفي عن عمر يناهز 36 عاما، وترك وراءه عملا كبيرا عن علاقات الهيمنة بين المستعمر والمستعمر، وعن جذور العنصرية وظهور فكر عالم ثالث يبحث عن الحرية. بعد مرور 60 عامًا على وفاته، نسير على خطى فرانز فانون، جنبًا إلى جنب مع أولئك الذين عرفوه، لإعادة اكتشاف هذا الرجل الاستثنائي.